خلاصة بحث: أُسس الاعتقاد بوجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وآليّات مقاومة إنكاره
مرتضى علي الحِلّي
إنَّ مِن أهمّ ما ينبغي الأخذ به في الإيمان بالأصول الاعتقادية الحقّة، ومنها الاعتقاد بوجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وبقائه حيّاً، وما أُوكِلَ إليه من مهمّة إلهيّة تتعلّق بإقامة دولة العدل بصورة تامة في الأرض هو التمكين لذلك والتقرير ثبوتاً في عقولنا وفي معرفتنا وقلوبنا ووعينا، وفق ترابطية التراتب البنائي بين الأصول الدينية الأساسية بعضها ببعض، وعدم الفصل بينها، ومن الضروري أن يتَّسمَ اعتقادنا بسِمات ومُميّزات يقينية، يكون لها التأثير البالغ في حَرَاكنا ووجهاته الحياتية والدينية، وإذا ترسّخت وتمكّنَت هذه السِمات زادت في تصديقنا، تصديقاً نأمن معه من الوقوع في الشُبهات والأباطيل، التي تستهدف بُنى هذه الأصول. كما يحصل اليوم مع العقيدة المهدوية الشريفة، حيث تمّ استهدافها ثقافيّاً وسلوكيّاً وبمُسميات مختلفة، وظّفت مفردات ومسائل ونصوص لها علاقة وثيقة بالعقيدة والمُعتَقِد، لتحقيق مآرب فاسدة، وأمام هذه التحديات العقائدية يجدُر بالإنسان المؤمن تمكين أُسس الاعتقاد الحقّة في نفسه، ومواجهة ما يُثار من شبهات وأباطيل، والتي لا تُبدّل الواقع الحقّ، مهما انحسر وقلَّ أتباعه، وأنَّ وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، هو وجود حقّ ومنوطٌ بواقع فعلي راهنٍ وباقٍ، من حيث بقائه حيّاً، وحتميّة ظهوره الشريف وقيامه يقيناً، ولم يكن في طول عمره أو حقيقة وجوده المُبارك، ما يُخالفُ السنن الإلهيّة والتاريخية والتجريبية، خاصةً وقد ارتبطَ أمره بحكمة وعدل اللهِ تعالى، والذي لا يتخلّف في تحقيق مُراده من قريب أو من بعيد.