خلاصة بحث: أسباب غَيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
الشيخ علي الفياض
لا شك أن من الوسائل التي يستخدمها المشككون في عقيدتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الطعن في مبررات غيبته (عجّل الله فرجه)، ويتخذون هذا الطعن منشأ للتشكيك في المسائل المختلفة المتعلقة بالعقيدة المهدوية، كأصل وجوده وحياته وطول عمره وحقيقة اختفائه (عجّل الله فرجه)، وغير ذلك.
لذا نرى من اللازم إيضاح المبررات التي دعت الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أن يغيب، وأن لا يظهر إلّا بعد قسوة القلوب وإذن الله تعالى في الظهور.
فقد وردت عشرات النصوص التي توضّح سبب الغيبة وبشكل صريح لا يقبل الشك.
ولابد من التساؤل هنا، وهو: هل ما ذكرته الروايات من أسباب الغيبة، هو من باب العلة الحقيقية التي يدور مدارها الحكم وجوداً وعدماً، أو أن هذه الأسباب ذكرت من باب الحكمة والفائدة.
وقبل الإجابة عن هذا التساؤل ينبغي توضيح بعض الألفاظ والمصطلحات التي وردت في الروايات.
وأمّا الأسباب التي استقرأناها من الروايات، فهي إمّا حكم أو مصالح أو أجزاء للعلة، وليست هي العلة التامة، ولكن قد نفهم من السبب الرابع الذي يأتي ذكره، وهو أن الغيبة سر من أسرار الله تعالى، أن هذا السر يشير إلى العلة التامة وليس جزء العلة.