نافذة القاب الامام المهدي عليه السلام
نافذة القاب الامام المهدي عليه السلام
وعد الله
(السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه). تشتمل هذه الفقرة من زيارة آل ياسين على اللقب الثالث عشر من ألقاب مولانا المهدي عليه السلام, وان لهذا اللقب جذراً قرآنياً، يشير إلى الوعد الإلهي للمؤمنين باستخلافهم في الأرض وإظهار دينهم الحق على الدين كله ولو كره المشركون.
وقد ورد هذا الوعد الإلهي الجميل في عدة آيات كريمة صريحة في حتمية تحققه، منها:
_ قوله تعالى في الآيتين الشريفتين 32, 33: من سورة التوبة ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ *هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)).
_ ومنها قوله عز وجل في الآية 55 من سورة النور: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)).
_ ومنها قوله تعالى في الآية 105 من سورة الانبياء: ((وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)).
_ ومنها أيضاً قوله عز وجل في الآية 54 من سورة المائدة: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ )).
ومن ذلك يتضح المقصود من تلقيب مولانا المهدي عليه السلام بهذا اللقب، فهو يعني انه عليه السلام المظهر العملي لهذا الوعد الصادق.
اما تتمة اللقب, اي عبارة (الذي ضمنه) فهي تشير إلى حتمية تحقق هذا الوعد لأن الله تعالى ضامنه, وهو جلت قدرته القادر على كل شيء.وهذا يعني ان علينا ونحن نسلم على إمام زماننا المهدي عليه السلام بهذا اللقب ان نستشعر حتمية ظهوره, ونطرد عن أنفسنا اليأس من هذا الظهور مهما طال امد الغيبة, بل وان نعد أنفسنا لظهوره المتوقع في كل حين، عجل الله فرجه وجعلنا وإياكم من خيار مواليه.