التواتر في ذكر خبر الإمام الثاني عشر
التواتر في ذكر خبر الإمام الثاني عشر عليه السلام
اهم الفتاوى الصادرة من المجمع الفقهي الاسلامي
محمد منتصر الكتاني
من أهم الفتاوى الصادرة في موضوع الإمام المهدي تلك التي أصدرتها إدارة المجمع الفقهي الإسلامي, التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة بتاريخ 31 أيار 1976م، 1397 هـ, فهي تمتاز بالشمولية, وكونها صادرة عن هيئة علمية معتبرة, وقد حرر الفتوى الشيخ محمد المنتصر الكتاني, وأقرتها اللجنة المكونة من الشيخ : محمد بن صالح العثيمين, والشيخ أحمد محمد جمال, والشيخ احمد علي, والشيخ عبد الله خياط, وقد جاءت جواباً على سؤال شخص من كينيا باسم (أبي محمد), حول المهدي المنتظر عليه السلام, ونصها:
هو: محمد بن عبد الله الحسني العلوي الفاطمي, المهدي الموعود خروجه في آخر الزمان, وهو من علامات الساعة الكبرى, يخرج من المغرب, ويبايع له في الحجاز في مكة المكرمة بين الركن والمقام, بين باب الكعبة المشرفة والحجر الأسود, عند الملتزم.
ويظهر عند فساد الزمان, وانتشار الكفر وظلم الناس، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، يحكم العالم كله, وتخضع له الرقاب, بالإقناع تارة وبالحرب أخرى، وسيملك الأرض سبع سنين, وينزل عيسى عليه السلام من بعده فيقتل الدجال, أو ينزل معه فيساعده على قتله, بباب لدّ بأرض فلسطين.
وهو آخر الخلفاء الراشدين الاثني عشر, الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصحاح.
وأحاديث المهدي عليه السلام واردة عن الكثير من الصحابة, يرفعونها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومنهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عباس، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، وأبو سعيد الخدري، وثوبان، وقرّة بن إياس المزني، وعبد الله بن الحارث بن جزء، وأبو هريرة، وحذيفة بن اليمان، وجابر بن عبد الله، وأبو أُمامة، وجابر بن ماجد الصدفي، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين، وأُم سلمة .
هؤلاء عشرون, منهم ممّن وقفت عليهم، وغيرهم كثير، وهناك آثار عن الصحابة مصرّحة بالمهدي عليه السلام من أقوالهم, كثيرة جداً لها حكم الرفع, إذ لا مجال للاجتهاد فيها, أحاديث هؤلاء الصحابة التي رفعوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتي قالوها من أقوالهم اعتماداً على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ رواها الكثير من دواوين الإسلام, وأُمّهات الحديث النبوي من السنن والمعاجم والمسانيد ; منها : سنن أبي داود، والترمذي، وابن ماجة، وابن عمرو الداني، ومسانيد أحمد وأبي يعلى والبزار، وصحيح الحاكم، ومعاجم الطبراني الكبير والوسيط, والروياني والدار قطني في الأفراد، وأبو نعيم في (أخبار المهدي)، والخطيب في (تاريخ بغداد)، و ابن عساكر في (تاريخ دمشق)، وغيرها.
وقد خصّ المهدي عليه السلام بالتأليف ابن حجر الهيثمي في (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر), والشوكاني في( التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح), وإدريس العراقي المغربي في تأليفه (المهدي), وأبو العباس بن عبد المؤمن المغربي في كتابه (الوهم المكنون في الرد على ابن خلدون) .
وآخر من قرأت له عن المهدي عليه السلام بحثاً مستفيضاً, مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة, في مجلة الجامعة في أكثر من عدد.
كذلك نص على أنّ أحاديث المهدي عليه السلام متواترة جمع من الأعلام قديماً وحديثاً، منهم: السخاوي في (فتح المغيث), ومحمد بن أحمد السفاريني في(شرح العقيدة), وأبو الحسن الآبري في (مناقب الشافعي) وابن تيمية في فتاواه, والسيوطي في (الحاوي), ومحمد بن جعفر الكتاني في (نظم المتناثر في الحديث المتواتر).
وحاول ابن خلدون في مقدّمته أن يطعن في أحاديث المهدي عليه السلام, محتجاً بحديث موضوع لا أصل له عند ابن ماجة هو: (لا مهدي إلا عيسى عليه السلام)، ولكن ردّ عليه الأئمّة والعلماء، وخصّه بالرد شيخنا ابن عبد المؤمن بكتاب الذي ذكرناه. ونصّ الحفاظ والمحدثون على أنّ أحاديث المهدي عليه السلام فيها الصحيح والحسن، ومجموعها متواتر مقطوع بتواتره وصحته، وانّ الاعتقاد بخروج المهدي عليه السلام واجب، وانّه من عقائد أهل السنّة والجماعة، ولا ينكره إلا جاهل بالسنة ومبتدع في العقيدة، والله يهدي إلى الحقّ ويهدي السبيل.