عقيدة أهل السنة والجماعة في المهدي
عقيدة أهل السنة والجماعة في المهدي عليه السلام
الشيخ محمد متولي الشعراوي
تتبين عقيدة أهل السنة في المهدي عليه السلام من روايات كثيرة منها:
- قال أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري في كتاب (مناقب الشافعي): (قد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذكر المهدي، وأنّه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنّه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه) ا.هـ.
وقد نقله ابن القيم عنه في كتاب (المنار المنيف) وأقره.
- وقال ابن حجر الهيثمي في (القول المختصر): الذي يتعين اعتقاده ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر الذي يخرج الدجال وعيسى في زمانه ويصلي عيسى خلفه. ا.هـ.
- وقال السفاريني في كتابه (لوامع الأنوار البهية): (وقد كثرت الروايات بخروجه (يعني: المهدي)، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عُد من معتقداتهم ...).
إلى أن قال: (وقد روى عن بعض الصحابة بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم ما يفيد مجموعة العلم القطعي، فالايمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدّون في عقائد أهل السنة والجماعة). ا.هـ.
- وقال السفاريني أيضا: (قال بعض حفاظ الأمّة وأعيان الأئمة: إن كون المهدي من ذريته صلى الله عليه وآله وسلم مما تواتر عنه ذلك؛ فلا يسوغ العدول عنه ولا الالتفات إلى غيره). ا.هـ.
- وقال محمد البرزنجي في كتابه (الإشاعة): (أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ولد فاطمةP بلغت حد التواتر المعنوي؛ فلا معنى لانكارها). ا.هـ.
- وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني في كتابه (التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح): (الأحاديث الواردة في المهدي متواترة بلا شك ولاشبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول، واما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي، فهي كثيرة أيضا، لها حكم الرفع؛ إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك)ا.هـ.
- وقال الشوكاني أيضاً: (الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والأحاديث الواردة في الدجال متواترة، والأحاديث الواردة في نزول عيسى بن مريم متواترة) ا.هـ.
- وقال صديق بن حسن في كتابه (الإذاعة): (الأحاديث الواردة فيه (أي : في المهدي) على اختلاف رواياتها كثيرة جداً، تبلغ حد التواتر، وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام في المعاجم والمسانيد).
- وقال صديق أيضاً ما ملخصه: (لاشكّ أن المهدي يخرج في آخر الزمان؛ لما تواتر من الأخبار في الباب، واتفق عليه جمهور الأمة خلفا عن سلف؛ إلاّ من لا يعتد بخلافه ...).
إلى أن قال: (لا معنى للريب في أمر الفاطمي الموعود المنتظر المدلول عليه بالأدلة، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حد التواتر) ا.هـ.
- وقال ابن تيمية: (الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث أبن مسعود وغيره، وهذه الأحاديث غلط فيها طوائف: طائفة أنكروها واحتجّوا بحديث ابن ماجه: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: (لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم)، وهذا الحديث ضعيف، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه، وليس مما يعتمد عليه، ورواه ابن ماجه عن يونس عن الشافعي، والشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له: محمد بن خالد الجندي، وهو ممن لا يحتج به، وليس هذا في (مسند الشافعي)، وقد قيل: إن الشافعي لم يسمعه من الجندي، وإن يونس لم يسمعه من الشافعي.