الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
لماذا تكون الكوفة عاصمة لدولة العدل الإلهي؟
حيدر التميمي
السؤال:
ما هي علّة اختيار الكوفة عاصمة للإمام عليه السلام؟
الجواب:
إنّ الجواب عن هذا السؤال يحتاج إلى بيان شيء عن الكوفة غيبياً وتاريخياً.
أما من الجانب الغيبي فإنّ هناك العديد من الروايات الشريفة التي تشير وتؤكد على أنّ للكوفة فضلاً على سائر البقاع، وعلى أنّها من البلدان الطيبة وأنّها من أراضي الجنة.
ففي (وسائل الشيعة) ج 14-ص387 عن صفوان، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الكوفة روضة من رياض الجنة فيها قبر نوح وإبراهيم عليه السلام، وقبور ثلاثمائة وسبعين نبياً، وستمائة وصي، وقبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين عليه السلام.
وفي (تاريخ الكوفة) للسيد البراقي-ص68_69 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إذا فقد الأمن من البلاد وركب الناس على الخيول واعتزلوا النساء والطيب فالهرب الهرب عن جوارهم). فقلت: جعلت فداك إلى أين ؟ قال عليه السلام: (إلى الكوفة ونواحيها أو إلى قم وحواليها، فإنّ البلاء مدفوع عنها).
وفي نفس المصدر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد...).
وفي نفس المصدر ص67_68 عن أنس بن مالك قال: كنت جالسا ذات يوم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل عليه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إلي يا أبا الحسن). ثم اعتنقه وقبّل ما بين عينيه وقال: (يا علي إنّ الله عز اسمه عرض ولايتك على السماوات فسبقت إليها السماء السابعة فزيّنها بالعرش، ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزيّنها بالكواكب، ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك، ثم سبقت إليها قم فزينها بالعرب وفتح لها بابا من أبواب الجنة...).
وفي نفس المصدر عن علي بن أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة).
وفي نفس المصدر ص65 عن أبي سعيد الإسكافي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (قال أمير المؤمنين عليه السلام: (وَ آوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعينٍ). قال عليه السلام: الربوة الكوفة، والقرار المسجد، والمعين الفرات).
وغيرها من الروايات الكثيرة في هذا المجال، هذا فضلاً عن الروايات العديدة في فضل مساجدها والصلاة فيها، وأنها من أماكن التخيير في الصلاة، وأن من أرادها من الجبابرة بسوء قصمه الله (ففي نهج البلاغة: كأنّي بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي تعركين بالنوازل وتركبين الزلازل وإني لاعلم أنه ما أراد بك جبار سوءاً إلاّ ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل...).
وفي (بحار الأنوار) ج 97-ص385 عن سعد بن الأصبغ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (من كان له دار في الكوفة فليتمسك بها).
وفي كتاب فضل الكوفة ومساجدها-محمد بن جعفر المشهدي-ص 29-30:
(عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو في مسجد الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد عليه فقال: جعلت فداك إنّي عزمت على المضي إلى المسجد الأقصى وقد أتيت لأسلّم عليك وأودعك فقال عليه السلام: أي شيء تريد بذلك، قال: الفضل جعلت فداك، قال عليه السلام: فبع راحلتك وكل زادك وصلّ في هذا المسجد فإنّ الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة، والنافلة عمرة مبرورة، والبركة فيه اثنا عشر ميلاً، يمينه رحمة ويساره مكر وفي وسطه عين من دهن، وعين من لبن، وعين من ماء شراب للمؤمنين، ومنه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وصلى فيه سبعون نبياً وسبعون وصياً، أنا آخرهم وقال عليه السلام ويده على صدره: ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلاّ أجابه الله وفرّج عنه كربه).
وهذا كله يعني أنّ للكوفة أثراً تكوينياً مهماً عند الله تعالى، مما يعني وجود حكمة مهمة عنده جل وعلا جعلته يأمر بأنْ تكون الكوفة عاصمة لدولة الإمام المهدي عليه السلام).
أما من الجانب التاريخي، فإنّ الشواهد التاريخية الكثيرة تؤكّد على أنّ الكوفة كانت ومازالت من أهم أماكن وجود الشيعة المخلصين، رغم مامر بها من محن وانتكاسات في بعض الأحيان، ففي (تاريخ الكوفة) للسيد البراقي-ص67 عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إنّ ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال والأمصار ما قبلها إلاّ أهل الكوفة).
وفي كتاب (فضل الكوفة ومساجدها) لمحمد بن جعفر المشهدي-ص 12:
(والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب عليه السلام، الصلاة في مسجدها بألف صلاة، والدرهم فيها بألف درهم).
وفي (وسائل الشيعة) ج 3-ص 161:
(عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: كوفان كوفان يردّ أولها على آخرها، يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب).
ولذا فقد اختارها أمير المؤمنين عليه السلام عاصمة لدولته دون غيرها من المدن، واختارها الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كذلك قبل الصلح، واختارها الإمام الحسين عليه السلام على غيرها من الخيارات المتاحة له آنذاك، كاليمن وأعالي الحجاز ومكة وغيرها.
على أنّ التاريخ يشهد أنّ الكوفة بقيت على تشيعها رغم ما مر بها من مآس، ورغم قصد الطغاة لها دائماً، وهي بهذا تختلف عن مدن عرفت بالتشيّع لكنْ ما ان داهمها خطر حتى نزعت ثوب التشيع، كمصر، فإنها كانت يوماً ما عاصمة للدولة الفاطمية، ولكن ما ان دخلها صلاح الدين وخرب أراضيها وقتل أهلها وأحرق مكتباتها حتى تحولت إلى المذهب الشافعي السني... علماً أنّ الدماء التي أريقت في مصر لا يمكن قياسها بما أريق في الكوفة من دماء!
ولذلك ستكون الكوفة هدفاً للقوى المتعددة في عصر الظهور، فيقصدها السفياني من جانب، ويقصدها اليماني والخراساني من جانب آخر، لأنّ السيطرة عليها تعني السيطرة على فئة مهمة من الناس كان لهم الدور البارز على مسرح الأحداث وتحديد مجرى التاريخ منذ الصدر الأول للإسلام...
لهذا وذاك سيختارها الإمام المهدي عليه السلام لتكون عاصمة لدولته المباركة.
والله العالم
**************
أليس تحديد بعض الروايات خمسة عشر يوماً بين قتل النفس الزكية والظهور المبارك توقيتاً؟
إبراهيم المرهون
السؤال:
كيف التوفيق بين الروايات الناهية عن التوقيت والروايات الواردة في انّه بين مقتل النفس الزكية وبين الظهور (15) يوماً؟.
الجواب:
لايعتبر هذا من التوقيت، فإنّه من العلامات الحتمية القريبة التي تعني بداية الظهور.
امّا التوقيت المنهي عنه فهو بمعنى ذكر اليوم والشهر والسنة تحديداً، وإلاّ فماذا تقول في الروايات التي تحدد الظهور في يوم عاشوراء وفي يوم السبت منه دون تحديد السنة، أو الصيحة ليلة 23 شهر رمضان وخروج السفياني في رجب.
على ان قتل النفس الزكية يمكن القول بأنه سيكون بعد الظهور، فإنّ الوارد في الروايات هو انّ الإمام عليه السلام سيبدأ ظهوره جزئياً في المدينة فيسمع به السفياني فيرسل إليه جيشاً فيخرج المهدي عليه السلام إلى مكة وجيش السفياني يتابعه.
وعندما يكون المهدي عليه السلام في المدينة سيرسل النفس الزكية إلى مكة ويحدث مايحدث.