خلاصة بحث: فلسفة المهدوية -العدالة ونهاية التاريخ
الأستاذ الدكتور الشيخ محمد شقير
عميد كلية الدراسات الإسلامية- بيروت لبنان
بحث مشارك في مسابقة خاتم الأوصياء (عجّل الله فرجه) للإبداع الفكري وحاز على المركز الأول
قد يكون من المبرَّر منهجياً أن يُطرَح أكثر من سؤال حول فلسفة المهدوية ومختلف أبعادها، وكيف يجب أن يُنظر إليها في إطار الرؤية الكونية الإيمانية، وفهمنا لحركة التاريخ وغائيته، وعلاقة كلِّ ذلك بإشكالية العدالة ومحوريتها في الرسالات الإلهيَّة، والسعي إلى إقامتها في الاجتماع البشـري، وإخفاق التجربة البشـرية عن إقامة حضارة العدالة، نتيجة لإعراضها عن رسالة العدالة، المتمثِّلة في الأُطروحة الإلهيَّة، وبيانها لجميع ما يتَّصل بتلك العدالة وقضاياها، والذهاب مقابل ذلك إلى تسطير تجربة تقوم على الإعراض عن تلك الأُطروحة، ممَّا أدّى إلى تكريس نظام عالمي من اللاعدالة، وإلى عولمة اللاعدالة، وتكريس ثقافتها، وما نتج عن ذلك من اختلالات بنيوية، وأزمات، وحروب، ومآسٍ، وأضرار أصابت الاجتماع الإنساني بأسره.
سوف نحاول في هذا البحث التعمُّق في فلسفة المهدوية من حيث ارتباطها بقضيَّة العدالة، ومحوريتها في الفكر الديني، وكونها امتداداً لمشـروع الإمامة القائم على إقامة القسط والدين (في تفسيره الحضاري المتمحور حول العدالة)، لتُفهَم الغيبة في فلسفتها، والمنهج المعتمد في تحليلها في إطار السياق الحضاري لمسار البشـرية، وصراعاتها، ونهاية تاريخها، والذي ينبغي أن يُنظَر إليه في إطار الهندسة الإلهيَّة لحركة التاريخ وغائيته.
من هنا، فقد أردنا في هذا البحث تناول هذه الإشكالية، وجملة العناوين والموضوعات التي ترتبط بها، على أن نبدأ بقضيَّة العدالة وصلتها بالفلسفة المهدوية.