خلاصة بحث: تاريخُ المرجعيَّة ونيابتها عن الإمام (عجّل الله فرجه) في زمن الغيبة
الشيخ جاسم الوائلي
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى أبد الآبدين.
إنَّ من نِعَم الله تعالى على هذه الطائفة الحقّة -لا سيما مع غيبة وليِّ الأمر (عجّل الله فرجه)- أن جعل لها مَوئِلاً تؤول إليه، ومعتَصَماً تعتصم به وتعتمد عليه، وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى، والمتشرِّفون بمقام النيابة العامّة عنه (عجّل الله فرجه).
وحيث إنّ كلَّ ذي نعمة محسود، فلم تخلُ هذه الطائفة من حاسد وحقود لا يفتأُ يرميها بين الحين والآخر عن قوس مغالطاته وافتراءاته في حقّ أولئك الفقهاء العظام، ليوقع ضِعافَ عوامِّ الشيعة في شِراك أوهامٍ وإشكالاتٍ لو تأمَّلها كلُّ عاقل منصف لوجدها كنسج العناكب، لا تصمد أمام دليل أو برهان، ﴿وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ﴾ (العنكبوت: ٤١)، ولو اطّلع على أصالة فكرة المرجعيّة وقِدمها الضَّارب في عمق التاريخ ووقف على ماهيَّتها وحقيقتها لم يبق لديه أدنى غموضٍ وتردُّدٍ فيما يرمي إليه المشكِّكون والطَّاعنون من أهداف، وهي أهداف في منتهى الخبث والخطورة على عوامِّ الناس عقيدةً وفكراً ومنهجاً وسلوكاً.
وفي هذه الوريقات نحاول تسليط الضوء على هاتين الجنبتين في حلقتين وخاتمة:
الأولى: في تاريخ المرجعيّة وقدمها.
الثانية: حقيقة المرجعيّة ونيابة الفقيه عن المعصوم (عليه السلام).
الخاتمة: في أنّ مرجعيّة الفقيه أمر غني عن الدليل النقلي.