خلاصة بحث: دور الإمام الغائب (عجّل الله فرجه) في بقاء حجج الله تعالى وبيّناته وفي هداية البشر
الشيخ حسن الكاشاني
إن هنا ضرورة لتعريف المقام الوحياني للإمام (عليه السلام) لفهم دوره في الغيبة، فالإمامة ملك إلهي لا يزول بإدبار الناس ويبقى فاعلاً حتى في غيبته عنهم، فلا يقتصر دور الإمام (عليه السلام) على التصدي العلني، كما ولا يقتصر دور، على بيان الأحكام الشرعية والقرآنية بل له دور في حفظ حجج الله تعالى فإن وجود الإمام (عليه السلام) هو للارتباط بذلك العالم الذي لا يتيسر لنا الارتباط به – الغيب – بمقتضى أنه أمين الله تعالى على وحيه فهو الخبير بالوحي العالم بدقائقه.
وكذلك بمقتضى أنه المؤول للكتاب والحافظ للسنة فلابد أن يحمل الإمام ذلك، كما وأن برهان الصدق في الوساطة عن الخالق يقتضيه أيضاً لأن الإمام الذي ينقل عن الله تعالى ولا نعرف عن ذلك العالم شيئاً لابد أن يكون قد تخرج من تلك المدرسة – مدرسة الوحي – لكي يصح نقله عنها – إذ كيف يكون غير المحيط أميناً على الوحي: وهذا لا يفرق فيه – أي حفظ الوحي والأمانة عليه – أن يكون حاضراً أم غائباً. ومقام الشهادة من الإمام (عليه السلام) على الأعمال الذي لا يختص بحضوره بل وإن غاب دال على دوره في حفظ الحجج الإلهية.